وزنه على مئة وأربعين كيلاً. ولم تكن السيارات يومئذ كثيرة في الشام فكان الناس يركبون العربات التي تجرّها الخيل، فكنّا نراه إذا وضع رجله على درجة العربة ليركب فيها مالت به من ثقله.
ومن أطرف الحوادث أن شاباً صغيراً كان يركب دراجة، ولم يكن ماهراً بركوبها فصدم زوجة ضابط فرنسي كانت تمشي معه، لم يؤذِها ولكن أفسد ثوبها وكشط جلد ساقها. فأمسك به الضابط وسأله: ما اسمك؟ قال: إبراهيم الساطي (وهذا هو اسم الطبيب المشهور). فقال له: وأين تسكن؟ فأعطاه عنوان الدكتور الساطي.
ولمّا وصلت القضية إلى حاكم الصلح (الفرنسي) بعث يدعو الدكتور إبراهيم الساطي، فحضر المحاكمة وكان يلهث وينفخ من التعب كأنه قطار الزبداني (أكبر قطارات الأرض عمراً ولا يزال يمشي، ما قعد ولا تقاعد)، وسأله متعجّباً: لماذا دُعيتُ، وما الذي وقع مني؟ فقال له القاضي: إنك صدمت السيدة المدّعية بدرّاجتك. فقال: بدرّاجتي؟!
وضجّ كل من في المحكمة بالضحك ودُهشت المرأة المدّعية وزوجها. وقال الدكتور ضاحكاً: أيّ دراجة تحملني؟ فتنبّه الضابط وزوجته إلى النكتة التي وقعا فيها، وقال القاضي: إني معجب بذكاء هذا الفتى، وإذا كان حاضراً وعرّف بنفسه فإنني أسامحه وأُسقِط الدعوى عنه. فخرج من بين الناس وقدّم نفسه إليه معتذراً عمّا وقع منه، فسامحه وأسقط الدعوى عنه.
وكان طبيب أسرتنا حاذقاً خبيراً بمهنته ولكنه كان نحيفاً،