للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقعنا فيها من قبل في الشام فجرَّبوا تجارِب كثيرة، منها أنهم اتفقوا مرة مع الراهبات. وقد قضيت شهوراً في مستشفى الحكومة في السنة التي أشرت إليها (١٩٥٦) ورأيت هؤلاء الراهبات: إنهنّ متسترات لا يبدو منهن إلاّ الوجه والكفان فقط، ثيابهن نظيفة أبداً وعملهنّ غالباً مضبوط، ولكن الضرر منهن أكبر مرّات ومرات من النفع بهن لأنهن لا يَنسين دينهنّ وأنهنّ داعيات إلى النصرانية وأن عملهنّ الأول أن يُدخِلن المريضات في النصرانية، فإن لم يستطعن عملنَ على إخراجهن من الإسلام، فإن لم يقدرن على ذلك سعين بمهارة شيطانية إلى إضعاف الإيمان في نفوسهن.

فلا الممرّضات المدَنيات نفعْنَنا ولا الراهبات أفدنَنا، فما العمل إذن؟

هذه مشكلة لا أستطيع أنا وحدي حلّها، ولا بد لها من مؤتمر أو مؤتمرات تفتّش عن طريق يوصل إلى الغاية المطلوبة ولا يمرّ بسالكه على جهنم، ذلك لأن صحة الأبدان لا يجوز أن تكون وسيلة لإضاعة الأديان، والمسلم يتقيد بأحكام دينه، يترك الحرام ويقوم بالواجب في جميع الأمكنة والأزمنة، في كل الحالات والمقامات.

وأول ما يخطر على البال هو هذا السؤال: لماذا لا يكون في مستشفيات الرجال ويقوم على تمريض الرجال ممرّضون من الرجال؟ مَن يقدر أن يأتيني بحُجّة مقنعة واضحة بأن الرجل لا يستطيع أن يكون ممرّضاً وأنه لا بد من امرأة تكشف على عورات المرضى الأجانب وتكون معهم، وربما كانت مناوبة فباتت مع

<<  <  ج: ص:  >  >>