للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصنع الضمائر لمن ليس له ضمير ولا أن تضع اللطف والإنسانية فيمن حرمه الله الإنسانية واللطف!

وجدنا في هذا المستشفى ممرّضات لا يعرفن لغة المريضة ولا يفهمن عنها ما تقول. وأول شرط في الممرضة وفي الطبيب أن يعرف كيف يصل إلى قلب المريض. وكيف يصل إليه ويعرف آلامه ليعمل على إزالتها إذا كان لا يفهم لسانه؟ ووجدنا أن كثيرات منهن فقدن لُطف المرأة ورقّتها وفقدن المشاعر الإنسانية وسموّها، وكان مثَلهن كمثل جهاز صغير فاسد ثمنه ألف ريال وُضع في مصنع كبير كلف الملايين فأفسده ووَقَف حركتَه. ولا أريد الآن أن أذكر تفصيل ما كان، بل سأرفعه إلى أولياء الأمر في هذا البلد الذين يحرصون على إرضاء الله أولاً ثم على راحة الناس وإسعادهم، لذلك ينفقون الأموال ولذلك يقومون بالمشروعات، ولذلك يسهرون ويخطّطون ويدأبون. فهل يُعقَل أن يذهب بهذا كله ممرضةٌ لا ضمير لها، أو طبيب إنما جاء ليقضي أياماً معدودة يجمع فيها أكبر قدر من المال ثم يمضي به، لا يهمّه صحّة البلد ولا سلامة أهله، وآخَر من أهل البلد ولكنه ليس من أهل الأمانة والدين؟

هذه كلمة عارضة قلتها امتثالاً لأمر الرسول عليه الصلاة والسلام الذي قال: «الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، كلام قلته الآن موجَزاً وإذا اقتضى المقام عدت إليه مفصَّلاً ومبيَّناً.

وأنا أعلم أن قضية الممرّضات مشكلة من المشكلات. وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>