للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأستاذ الدفتردار. وقد كنت قرأت كتاب «آثار المدينة المنورة» الذي ألّفه الأنصاري من القديم، من الصديق الأستاذ محمود الحمصي الذي كان مدرّساً في مدارس المدينة، وهو ابن شيخنا الشيخ صالح، جاء معه بمسوَّدة الكتاب ليطبعه في دمشق فاطّلعت عليه وشاركتُه في تصحيح أخطاء الطباعة فيه.

أحداث كثيرة ربما عدت إلى بيانها إذا عرضَت مناسباتها.

* * *

لو وضعت أمامي الصورة الأولى التي عرفت فيها مكّة والمدينة ومواضع المشاعر فيها، لو ذكرت ما كانت عليه وأظهرت ما انتهت إليه لفركت عينَيّ متعجّباً كأنني لا أصدق ما أراه.

كان الحاجّ يقطع أربعين يوماً حتّى يصل من دمشق إلى مكّة، فصار يصل بالطيارة إلى مطار جدّة في ساعتين اثنتين. وكان يحمل زاده وكلّ ما يحتاج إليه ليعيش به، فصار يجد الآن الأسواق ممتلئة بكل ما أخرجَت الأرض الطيّبة وما أنتجت الأيدي الصَّناع وما أصدرت المعامل، حتّى صار الحاجّ يشتري البضاعة من هنا ويحملها معه إلى بلده. وكان يحمل معه الماء فيشربه إذا عطش فاتراً أو حاراً، فصار يجد الماء المثلّج النقي موجوداً يُقدَّم إليه بالمجّان.

أمّا الطرق وشقّها والأنفاق وفتحها في بطون الجبال، والمرور وتنظيمه، وإقامة المرافق التي تنفع الحُجّاج، وتوسعة المساجد في مكّة والمدينة وعرفات ومزدلفة ومِنى وفي غيرها،

<<  <  ج: ص:  >  >>