للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى تفصيلها، فمن ذلك أنني لمّا وصلت رأيت حارس الفندق نائماً (لأن وصولنا كان في السحَر)، وكانت غرفتي محجوزة أدفع أجرتها من يوم حجزها، ومع ذلك لم أستطع الوصول إليها فذهبت إلى الحرم.

ومن أخبار تلك الحجّة (التي سأعود إن شاء الله إلى بيانها) أنه كان معنا في الفندق ناس من أفاضل العلماء ومن كبار القوم، منهم الشيخ محمد حسنين مخلوف أطال الله عمره وأبقى عليه صحّته، والشيخ القَلْقيلي مفتي الأردن رحمة الله عليه، فأخذاني إلى الاجتماع الذي أُنشئت فيه رابطة العالَم الإسلامي. وكان المفروض أن أُعَدّ من هيئتها التأسيسية، ولكنني لما أعرفه من نفسي من التوحّد والعمل المنفرد انسحبت منها واعتذرت عنها. وفي تلك الحجّة دُعيت في المدينة إلى أن أكون أحد أعضاء المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية، فحضرت جلسة تعرفت فيها إلى ناس كرام جداً، منهم العالم الفاضل الشيخ الشنقيطي رحمة الله عليه، صاحب «أضواء البيان».

وقد حضرت -على خلاف عادتي- دعوة كان لها في نفسي أطيب الأثر عند الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام الحرم وخطيبه وقاضي البلد، وكأنني سمعت من أحد الحاضرين أن هذه الدار هي الدار التي كان يسكنها عثمان بن عفان رضي الله عنه، والله أعلم بصحّة ما سمعت. وقد عرفت رجلاً خبيراً بالمدينة وآثارها دلّني عليها وأخذني إليها، اسمه الشيخ الحافظ، وقد كان مدرّساً ثم علمت أنه صار قاضياً في محكمة المدينة. وممّن عرفت من المطّلعين على آثار المدينة الأستاذ عبد القدوس الأنصاري رحمه الله،

<<  <  ج: ص:  >  >>