للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم حججت أنا وأهلي سنة ١٣٨١هـ، وكنت قد رجوت وأنا في دمشق أخي الأستاذ الصواف أن يحجز لي ولها غرفة في فندق مصر (فندق الكعكي الآن).

في هذه الحجّة مواقف كثيرة في ذكرها متعة وفيه منفعة، أسردها الآن سرد أجدادنا للمُتون ثم أعود إن شاء الله فأشرحها وأحشّي عليها كما كانوا يفعلون، أو إن شئتم فإنني آتي بها الآن موجزة كما يصنع المذيع في الأخبار ثم أعود إلى تفصيلها وبيان ما لها من الآثار.

من ذلك أنه صاحَبَنا في الطيارة جماعة من المعارف وبعضهم يقرب أن يُعَدّ في الأصدقاء. فلما نزلنا انشغلوا بأنفسهم عنّا، وكان معي كتاب توصية من مساعد قضائي عندي في محكمة التمييز (النقض) من كرام أهل الشام إلى وكيل للمطوفين اسمه أبوزيد. ولم أبرز له الكتاب ولكنه سبقني فسألني عن اسمي ثم دعاني إلى مكتبه أنا وأهلي، فأكرمنا إكراماً لا مزيد عليه ورحّب بنا واستنظرَنا قليلاً حتّى يعد لنا سيارات توصلنا إلى مكّة، فلما رأى ذلك أصحابُنا الذين كانوا معنا جرّتهم المنفعة إلى الالتصاق بنا، فاقتربوا منّا بعد أن كانوا قد أعرضوا عنّا، واستغلّوا كرم الرجل حتّى إنهم سألوه عن موقع السوق، فأرسل معهم من يدلّهم وأوعز إليه أن يشتري هو لهم ويدفع ثمن مشترياتهم. فتجلّى الطمع في بعض النفوس، فاشتروا ما يحتاجون إليه وما لا يحتاجون إليه لأنهم اطمأنّوا إلى أن الثمن يخرج من كيس غيرهم!

في هذه الحجّة مواقف كثيرة لا بدّ من العودة إلى توضيحها

<<  <  ج: ص:  >  >>