ليستفيد منه مَن يريد الاطلاع على حال الأدب في هذه البلاد العربية قبل خمسين سنة.
كان ممّا قلت في مقالتي:
لا شكّ أن «الرسالة» بسموّها عن الفكرة الإقليمية الضيقة، وفتحها أبوابَها لأبناء العربية جميعاً، ودعوتها إلى الاجتماع على التوحيد في العقيدة، والفضيلة في الأخلاق، والوحدة في السياسة، والصحّة في اللغة، والجمال في الأسلوب، والتجديد في الأدب، سيكون لها أثر كبير في تاريخ الصحافة العربية لِما سنّت من هذه السنّة الحسنة التي لم تعرفها من قبل كُبريات مجلاّت مصر إلاّ قليلاً، وبما بلغته من الجمال والإتقان في الشكل والموضوع. وسيكون لها أثر كبير في تاريخ الأدب العربي لِما وضعت للأدب من منهج مستقيم، وما أحيَت من الأسلوب البليغ، وما قبسَت من روائع الآداب الأجنبية، وسيكون لها أثر كبير في التاريخ العربي العامّ بما دعَت إليه من الوحدة العربية، وما نشرَت من أمجاد السلف، وما وضعَت في نفوس الناشئة من قُرّائها من العمل للجامعة العربية الواسعة لا للإقليمية الضيّقة.
ولا شكّ أن «الرسالة» اليوم للأقطار العربية كلّها لا لمصر وحدها؛ فكما تفتح «الرسالة» أبوابها للمقالات وللقصائد والبحوث التي يبعث بها إليها أدباء الشام والعراق وغيرهما، فلتفتح أبوابها للفصول النقدية والبحوث المستفيضة عن الحركة الأدبية في هذه البلاد، ولو كانت قاسية شديدة على النفوس، ولو كشفت عن حقائق يحبّ بعض الناس ألاّ ينكشف عنها الستار.