ولكونها نتيجة ثقافة محدودة- فإنها ما تزال في حاجة إلى الإصلاح والتغذية وإلى التنظيم والنضوج. فالاضطراب الفكري والارتجال الكتابي ظاهرتان ما تزالان تلازمانها فيما تنتجه من ثمار. ولقد خطَت حياتنا الأدبية خطوات مباركة في سبيل النشر والتأليف، فمع وجود كثير من العقبات والحواجز قد ظهر في عالَم المطبوعات كتب أدبية حجازية، منها كتاب «أدب الحجاز» وكتاب «آثار المدينة المنورة» ورواية «التوأمان» و «إصلاحات في لغة الكتابة والأدب» و «تاريخ العين الزرقاء» و «حياة سيد العرب». وفي الحجاز اليوم صحيفة أدبية هي الأولى من نوعها وهي «صوت الحجاز» التي تصدر بمكّة، وهذه الصحيفة هي المنبر الوحيد الذي يتبارى من فوقه حَمَلة الأقلام في الحجاز، وفي نيّة بعض إخواننا من أدباء المدينة وشبابها إنشاء صحيفة في المدينة كصوت الحجاز، نرجو لهم التوفيق.
وخلاصة القول أن في الحجاز اليوم حياة أدبية وإحساساً أدبياً زاخرَين بالآمال.
* * *
المقالة التاسعة عن الحياة الأدبية في شرق الأردن (لمّا كتبت هذه المقالة سنة ١٣٥٥ لم تكن قد أُسِّست المملكة الأردنية الهاشمية، وإنما كانت إمارة شرقيّ الأردن فقط وأميرها هو الأمير عبد الله بن الحسين الهاشمي). جاء في هذه المقالة:
لم تكن بلاد ما وراء الأردن منذ خمسة عشر عاماً إلاّ جزءاً من سوريا لا ينفصل، فهي بلاد فتيّة في تكوينها السياسي وفي نهضتها