للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجرائد ومواضيعها على أدبهم، وفقرُ شعرهم من المعاني القوية والصور الشعرية، واحتياجُهم الثقافة العامّة القائمة على سعة الاطلاع والإحاطة بتاريخ الحركات الأدبية والفكرية في مختلف العصور. ويُعاب عليهم أيضاً هذا النوع من الأدب الباكي الذليل، فلا يكاد أحدهم يجدّ في نظم الشعر حتى تراه ينظم في البؤس وتوابعه ويتشاءم من كلّ شيء في الحياة. ونحن نقبل هذا النوع من الكهول والشيوخ الذين دخلوا معركة الحياة وتمرّسوا بآفاتها، ولكننا نرفضه من الشباب لأن الشباب أمل وعزيمة وحبّ للغلبة والكفاح.

وفي تونس الكتابة كثيرة، فأية كتابة عندنا وأيّ كتاب؟ نقول في الجواب: يوجد عندنا الكاتب الاجتماعي والمؤرّخ والصحفي، وقد نُشر في تونس هذه السنوات الأخيرة كتب بعضها في التاريخ ككتب الأساتذة حسن حسني عبد الوهاب وعثمان الكعاك وأحمد توفيق المدني، وبعضها في الأدب والاجتماع ككتاب أبي القاسم الشابي عن الخيال الشعري وكتاب الطاهر الحداد عن المرأة وكتاب محمد المرزوقي عن مسائل من الفنّ والجمال.

وهناك خمس صحف أسبوعية وجريدتان يوميّتان ومجلّة أدبية لم يستطع صاحبها أن ينفخ فيها الحياة، فهي تُحتضر منذ سنوات. وعدا ذلك فليس في تونس من يمثّل تمثيلاً مشرّفاً أدب القصّة والمسرح وأدب الأطفال والأدب القومي، وكذلك الناحية النقدية والعلمية في الأدب، وتاريخ تونس لمّا يكتب.

إلى أن قال: أمّا المعاهد الثانوية والعالية فهناك جامع الزيتونة الأعظم، والمدرسة الصادقية، والمدرسة العليا للآداب

<<  <  ج: ص:  >  >>