الفرنسية على إلمامه باللغة العربية). الثاني عدم وجود مَن يأخذ بيد الأديب إذا هو أراد أن يُنتِج وينشر.
إلى أن قال: والخلاصة أن الأدب في تونس لا يعدو كونَه رواية من الروايات، ولا يوجد الأديب المحترف، وإن وُجد الصحافي والمؤلف فإنه يقاسي الأمرّين من فقدان الناشر والقارئ بالعربية. وليس هناك من المشجّعات للأديب ما يجعله دائم الإنتاج والعمل، فلا مكافآت ولا جوائز، ولا مجلاّت لنشر آرائه، ولا حُرّية لمن أراد أن يفكّر باستقلال. والأصوات التي ارتفعَت في تونس وترقّب منها كلّ مخلص أن تكون في يوم من الأيام مدوّية في العالَم العربي خرست وصمتت لتكاتف هذه العوامل عليها.
* * *
لقد خرجت عن الموضوع الأصلي للذكريات لأقدّم للقراء هذه الصورة الشاملة التي يستخلصونها من هذه المقالات للأدب العربي قبل خمسين سنة، لعلّ بعض طلبة الدراسات العالية يُعِدّ أحدهم رسالة للماجستير أو الدكتوراة في هذا الموضوع، فيأخذ هذه المقالات ويتوسّع فيها ويترجم لمن وردت أسماؤهم خلال سطورها، وتكون مفتاحاً له يفتح له باب هذا الموضوعُ فيكون منه -إن شاء الله- دراسة شاملة، ومقابلة بين ما كان عليه الأدب في هذه البلاد وما انتهى إليه الآن.