للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد كتبت كثيراً عن الجزائر ونضالها، فكان ممّا قلت في حديث عنوانه «فرنسا والجزائر» هذه الفقرات:

أقسم إني لو كنت فرنسياً لخجلت أن أقول إني فرنسي، وكل مفكّر أو أديب فرنسي يخجل اليوم من نسبته إلى فرنسا بعد ما صنعَت بالجزائر وبعد أن خطفَت القادة الخمسة من مجاهدي الجزائر.

ولن يستطيع بعد اليوم شاعر من شعرائهم أن ينظم بيتاً واحداً يفخر فيه بفرنسا ويتغنّى ببطولاتها وأمجادها. وبمَ يفخر؟ أبهذا الذي صنعتم؟ أهذه هي البطولة الفرنسية؟ أرضيتم لأنفسكم أن تكونوا قطّاع طرق يختطفون الناس من الطريق؟ ألا واجهتموهم في الميدان؟ ألا صاولتموهم في المعركة الحمراء؟ ألا أخذتموهم من معاقلهم؟ أهذا ما انتهى إليه جنود نابليون؟ وإن لم يكن نابليون وجنوده خيراً منكم.

خذوهم من حيث كانوا، من شعفات الجبال ومهامه البيد. وهيهات! إن البيداء للأسد، الأسد الذي يهجم من أمام، لا للعقرب التي تدبّ خلسة وسط الظلام. وفرنسا ما كانت أجمة آساد، إن فرنسا مراتع غزلان مباحة لكل صيّاد ... غزلان، ولكن القرون لذكورها فقط.

فدعوا القتال فما أنتم أهله، وجرّوا الذيول على أبواب الحانات والمواخير في مونمارتر ومونبارناس، وسنّوا قانوناً يحرّم على مدرّسيكم أن يعلّموا الصبية الصغار في المدارس تاريخ الثورة وأمجاد الحروب، لئلاّ يدركوا كيف لطّخ الفرنسيون أمجادهم

<<  <  ج: ص:  >  >>