وتنزل عليهم نقداً؟ تدرون لماذا؟ لأنهم هدموا دورنا، لأنهم قتلوا أبناءنا، لأنهم سرقوا حرّيتنا، لأنهم غلبونا على بلدنا.
لأنها لو صنعَت أمة أخرى بهم عُشرَ ما صنعوا بنا لقالوا أضعاف ما قلنا نحن عنهم. والذي كان قبلَ أن يأتي ديغول كان على بشاعته وفظاعته أهون ممّا رأينا بعد أن جاءنا ديغول.
* * *
كانت فرنسا في يوم من أيامها السود، كان يحكمها الألمان يجوسون ديارها يستعبدون كبارها، كانوا هم مالكي أمرها، ولم يكن قد بقي للفرنسيين إلاّ حكومة تعيش في ظلّ الاحتلال، دولة كانت عند ينبوع الماء في قرية فيشي، أقامها الشيخ الكبير الذي كان ماريشال فرنسا، فأنقذ منها ما استطاع إنقاذه وأبقى لها اسماً على حكومة ولو كانت حكومة من ورق.
فسمعنا بأنه قام جنرال فرنسي شابّ في بلد بعيد في إفريقيا، في برازفيل في الكونغو (كما كانت تُسمّى) يحاول أن يجمع بقايا الجيش الفرنسي، يستميل إليه من استطاع من القُوّاد ويجمع حوله من قدر على جمعه من الأفراد، ليُبقي لبلده مكاناً في صفوف الحلفاء.
أمّا سوريا فكانت مستقلّة اسماً ولكنها كانت محكومة فعلاً، لا من الفرنسيين وحدهم بل من الفرنسيين والإنكليز. وكان الرأي لممثل بريطانيا الجنرال سبيرس، الذي كان أخف علينا وأسهل مِمّن عرفنا من جنرالات الفرنسيين. وكان في قرارة نفسه كارهاً