للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمين الحسيني رحمه الله من براثن الحلفاء، وما صنع ممّا هو أقرب إلى الأساطير منه إلى الواقع. وإن شئتم ما هو خير من ذلك وأجدى على الجريدة وقُرّائها وأنفع للتاريخ، فاستكتبوه مذكّراته وستجدونها من أغنى الذكريات بالمعلومات.

* * *

وتعليق آخر جاءني من الأستاذ زهير الشاويش عن المقابلة التي أشرت إليها بين الأستاذ محمد كمال الخطيب ومَن كان معه، وبين الحاجّ أمين. لقد ذكّرني أن هذه المقابلة في بيت الشيخ موسى الطويل قد حضرها -على رأس المعترضين على الحاجّ أمين وفي مقدّمة مجادليه- طبيب كبير السن معروف في دوما وعند بعض المُسِنّين من أهل الشام، هو الدكتور سعيد عودة. وهو طبيب من دوما، طويل اللسان جداً جارح اللفظ جداً، لا يداري ولا يواري ولا يبالي ممّا يتعارفه الناس من أدب الخطاب، كان سيّئ الظنّ بالناس، ما يُذكَر عنده أحد إلاّ صنّفه في الـ «إنتلجنس سيرفس». وترجمتها اللفظية «مصلحة الذكاء»، ومعناها المعروف «الاستخبارات»، أي التجسّس للإنكليز ولغيرهم من أعداء العرب والإسلام. وزاد على ذلك فأعطاه رقماً في هذه المصلحة.

وكان من شأنه أنه إذا حضر مجلساً لم يدَعْ لأحد مجالاً للكلام، يبدأ فلا ينتهي حتى ينتهي المجلس. وكان صديقنا بل أستاذنا الدكتور حمدي الخيّاط جاراً لنا في الدار، وكان له مجلس مفتوح للناس يوم الجمعة، وكان إذا حضر الدكتور سعيد ثَقُل المجلس ووقف الحديث. ولقد اصطدمت به مرات وأسمعته كلاماً

<<  <  ج: ص:  >  >>