للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جنس ما يخاطب به الناس. وأنا إذا شئت أقدَرُ عليه منه لأنني أحفظ ثلاثة أرباع أهاجي العرب، ولكن حيائي منه لسِنّه وخوفي أن أسيء إلى الرجل الكريم صاحب الدار جعلني أكفّ عنه.

لقد خبّرني الأستاذ زهير وكان حاضراً هذا المجلس مع الشيخ عبد القادر العاني، وهو رجل صريح غاية الصراحة ولكنه مخلص إلى أقصى درجات الإخلاص، يعمل لله، جهير الصوت شديد الهجوم، ولكنه صافي القلب محب للحق، فإذا نُبّه انتبه ورجع إلى الصواب. والأستاذ زهير بالنسبة لهؤلاء صغير السنّ ولكنه واسع الاطلاع؛ لمّا نسيت اسم الطيار التركي الذي كان من السابقين إلى الطيران في الشرق وسقطَت طيارته ودُفن في صحن مقبرة صلاح الدين الأيوبي ذكّرني هو به مع أن القصّة كانت قبل أن يُولد بزمان. ذلك أنه يضمّ إلى ما رآه ما سمعه، ويستودع ما سمع ذاكرة قوية يؤيّدها -كما يبدو- بمذكّرات يكتبها.

وقد وصف لي الاجتماع مع الحاجّ أمين في بيت الشيخ موسى الذي كنت السبب في عقده ولم أحضره، وصف مجلس الدكتور سعيد ومجلس الحاجّ أمين فقال: جلس الدكتور سعيد عودة على كرسي خيزران مرتفع، ورفع رجله قبالة وجه الحاجّ أمين الذي كان يجلس على أريكة ليّنة أقرب إلى الأرض من كرسي الخيزران ...

إلى أن قال: وأنا اليوم وقد انتقل الحاجّ أمين والدكتور سعيد عودة إلى رحمة الله، وزادت معرفتي وكَثُر اطّلاعي وتجمّعَت لديّ وثائق خطّية وشهادات صحيحة تلقّيتها مباشرة من أصحابها، أنا

<<  <  ج: ص:  >  >>