للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد هذا أشهد أن سعيد عودة عرف شيئاً وغابت عنه أشياء. ويقول (وأنا أنقل ما يقول): إن ممّا غاب عنه خوف الله في إطالة لسانه على عباد الله، وأشهد أنه كان ظالماً. ويقول إن الفكرة التي كانت سائدة عند مجادلي الحاجّ أمين هي أن الوكالة اليهودية أنشأت دولة والهيئةَ العربية العليا أضاعت شعب فلسطين وأخرجَته من بلده. وأن هذه النقطة كانت موضع قناعة أكثر الحاضرين ومنهم -على ما أظن- الدكتور أحمد حمدي الخياط والأستاذ أحمد محمد كمال الخطيب والأستاذ مظهر العظمة والأستاذ عصام العطار والشيخ عبد القادر العاني (وأزيد أنا أنني كنت أيضاً أقول بهذا وأؤمن به إلى حدّ ما)، وبيّن أن الاجتماع استمرّ أكثر من ستّ ساعات، وأنه عُقد في اليوم التالي في جلسة مثلها، وأن الحاجّ أمين ردّ على هذه النقطة بأن الوكالة اليهودية تأوي إلى ركن ركين وحصن حصين، يؤيّدها العالَم الغربي والشرقي ومن نعرف ومن لا نعرف، واستشهد ببيت المتنبّي:

وسوى الرومِ خلْفَ ظهرِكَ رومٌ ... فعلى أيّ جانبَيكَ تميلُ؟

واليوم وقد رأينا دول العرب وحُكّامها بعد خمسين سنة من الدعاوى العريضة لم تستطع أن تصنع شيئاً، كَبُرَ في نفسي الحاجّ أمين.

وزاد تعلّقي به لمّا تجاورنا في لبنان سنوات توثّقَت فيها صلتي به واستفادتي منه، وقد أطلعني على الكثير جداً من الوثائق، وبعضها ممّا كان أثاره الدكتور سعيد عودة عن قضايا مالية. وأنا أرجو (يقول الأستاذ زهير) أن أتمكّن يوماً من الأيام من نشر

<<  <  ج: ص:  >  >>