ماعندي من تلك الوثائق، فإن فيها الكثير من الحقائق التي تضع الأمر في نصابه، وترفع رؤوساً طالما حاول أعداؤها خفضها وتَخفض رؤوساً يحاول أصحابها التفاخر والتطاول بها بغير حقّ.
* * *
هذا الذي كتب إليّ به الأستاذ زهير الشاويش.
إن أخبار رجال العصر أكثرها لم يُدوَّن، ولا يزال في صدور أصدقائهم أو في وثائق خاصّة عند مُحِبّيهم والمقربين منهم. فيا ليت بعض من يُعِدّ رسائل الدكتوراة أو الماجستير ويريد أن يكتب عن الرجل الذي كان له المكان الظاهر في قضية فلسطين والذي عاش حياة حافلة بالأحداث، الحاجّ أمين الحسيني، يجمع فيما يجمع من أخباره ما عند الدكتور معروف الدواليبي وما عند الأستاذ زهير الشاويش.
وبمناسبة الكلام عن الوثائق: لقد طالما قلت إنني أعرف أن عند خالي محبّ الدين الخطيب الوثائق الأصلية للحركة العربية التي قامت رداً على ما ذهب إليه غُلاة الأتراك من الاتحاديين وغيرهم من قبلهم، قبل أن تصير إلى هذه القومية المعروفة. عنده رسائل رجالها، عنده ضبوط جلساتها، وكل ذلك بخطوط أصحابها وتوقيعاتهم. ويا ليت إحدى الجامعات أو الهيئات التي تهتم بتدوين تاريخ العرب الحديث تشتريها أو تأخذ صوراً عنها لئلاّ يضيع شيء منها.