للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووجدت فيه فضائل البداوة التي سمعت أنه نشأ أوّل نشأته فيها: بلاغة في المنطق واستقامة في السيرة وصدقاً في القول ورجولة وشجاعة، وسافرت معه فكان رفيقي في الحجّ لمّا دُعينا إليه فذهبنا باسم المؤتمر، فنمت أنا وهو في غرفة واحدة (وقلّما ضمّتني في المنام غرفة واحدة مع غيري)، فما أنكرت في السفر ولا في الحضر في سلوكه شيئاً، ما لمست منه غلظة ولا وجدت منه إزعاجاً، ولمست فيه صواب الفكرة وصدق المقال. وهو الأستاذ كامل الشريف. وكان ثالثنا في رحلة الحجّ الأستاذ سعيد رمضان.

وكلّفونا أنا وهو السفر إلى طهران لمّا حُكم على صديقنا نَوّاب صفوي بالموت، لنعمل على إنقاذه. فلما وصلنا بغداد منعونا من دخول إيران، فاجتمعنا في الكاظمية بوفد كبير من علماء الشيعة وبذلنا الجهد، فما قدرنا لأخينا نواب على شيء، وقُتل رحمه الله.

ودامت صلتي بالأستاذ كامل الشريف حتى صار وزيراً. وأنا في العادة أبتعد عن الوزراء حتى يُلقُوا عن عواتقهم وقر الوزارة، وإن كنت أستثني من ذلك نفراً ما بدّلَتهم الوزارة ولا غيرَتهم، كالأستاذ نهاد القاسم رحمة الله عليه، والشيخ مصطفى الزرقا والدكتور إسحق الفرحان والدكتور مصطفى البارودي أطال الله أعمارهم، وجماعة آخرين لعلّي كنت أعدّ معهم كامل الشريف لو أني قابلته وزيراً.

وممّن زادت صلتي به وطال اجتماعي معه وتقديري له وصحبتي إياه الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، في المؤتمر في القدس وفي عمان في فندق بالاس، وفي دمشق في داري ودار

<<  <  ج: ص:  >  >>