للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من المسائل التي يختلف فيها من كان في مثل موضعه وموضعي. ثم صار يُكثِر الاجتماع بي ويمشي معي، ولنا صور كثيرة في المؤتمر وفي المسجد الأقصى بالقدس، ثم في عمان في دار صهري الأستاذ عصام العطار لمّا كان في عمان. وأقول لكم إنني أحببته لِما لمست فيه من كريم الصفات.

ولمّا انقضى المؤتمر ورجعنا إلى دمشق أحبّ وأحبّ فريقٌ مِمّن كانوا في المؤتمر من الأساتذة والمشايخ أن يقابلوا الشيشكلي.

وأنا في العادة لا أطرق أبواب الحُكّام ولا أحوم حولها ولا ألتمس الدنوّ منهم، ولكن لمّا ألقيت تلك الخطبة عن حفلة دوحة الأدب ورقصة السماح وكان بعدها ما كان (وقد قرأتم خبر ما كان) جاء صديق لنا طبيب عقيد في الجيش، وكان العقداء (الكولونيلات) في الجيش السوري نفراً معدودين، منهم العقيد أديب الشيشكلي والعقيد عزّة الطباع، الطبيب الذي أتكلم عنه، وهو أديب النفس وأديب الصنعة، أظنّ أنه يَنْظم الشعر ويكتبه، وهو من إخواننا. اقترح عليّ أن أزور الشيشكلي لأوضّح له ظروف الخطبة التي ألقيت فأزيل من نفسه بقايا الألم لِما قلت عن حاضري الحفلة في دار العظم أن من لا يغار على نسائه ونساء المسلمين يكون ديّوثاً.

وقبلت هذا اللقاء وحدّد الموعد، وذهبت أنا وأخي الشاعر أنور العطار رحمه الله فقابلناه في «الأركان». وجدته لطيفاً ناعم الملمس حلو اللفظ، كأنه تاجر شامي قديم. وكان -كاسمه- أديباً

<<  <  ج: ص:  >  >>