الإسلامية»، فإذا هي سنّة سيّئة جديدة: أن يذهب مدرّسون شُبّان إلى مدارس البنات ومدرّسات شابّات إلى مدارس البنين، في أخطر مرحلة من العمر، مرحلة الدراسة المتوسطة التي يكون فيها التلاميذ في بداية العهد بالبلوغ، نار الرغبة مشتعلة بين جوانحهم وكوابح العقل والتجرِبة ضعيفة في نفوسهم، أمّا الدين فقد كان من أثر المستعمرين في أكثر بلاد المسلمين أنهم أضعفوه في نفوس الناشئين.
وروى لي هؤلاء الشباب حوادث ممّا يقع في المدارس التي تدرّس فيها فتيات. حوادث مخيفة أخشى على أعصاب القُرّاء من الشباب أن أذكرها أو أن أشير إليها، فأكون من الذين يريدون الفساد في الأرض. نار وبنزين، هل يكون من اجتماعهما نبع في ظلّ حوله ورد وياسمين؟
وذهبت فنشرت مقالة مشتعلة، لم أكتبها بقلم مقطوف من أغصان الجنّة بل بحطبة من جهنّم، تلتهب كلماتها التهاباً فتُلهِب نفوس أهل الإيمان وأهل الشرف ومَن في نفسه بقيّة من سلائق العروبة وخلائق الإسلام. تردّد صداها بين جوانب البلد تردّد صدى صوت المدافع، أرضَت ناساً أبلغ الرضا وأغضبَت آخرين أعنف الغضب.
حملت على الذين جاؤوا بهذه البنت فألقوها بين الشباب، حمامة بيضاء بين صقور، وقد أشرعَت هذه الصقور مناقيرها وأعدّت مخالبها. على أنها لا تخلو هي من اللوم، فما الذي أدخلها هذا المدخل؟ وإن هي أرادته فما الذي عقد ألسنة أهلها فلم ينصحوها وكفّ أيديهم عنها فلم يمنعوها؟ وإن هي اضطُرّت