للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبصقونه في الطرق أو في آنية تكون في المجالس، على صورة لا يستحبّها مَن لم يتعوّدها. فترى شفاههم محمرّة منه، وهو يُقدَّم بدلاً من الدخائن (السجاير) أو معها، وتقديمه من علامات الإكرام.

والمترَفون من الناس يتخذون في جيوبهم علباً وقناني صغاراً فيها من هذه البهارات وهذه الموادّ كما يتخذ المدخّنون علب الدخائن، وهم يزعمون أنه ينقّي الفم ويقوّي الأسنان. وهذا الورق لا يَنبت شجرُه في كراتشي بل يأتون به كل يوم -كما سمعنا- بالطيارة من الهند؛ أي أنه في الهند كمصيبة القات في اليمن، نجّى الله البلدَين من هاتين المصيبتين.

والأسواق كثيرة والبضائع فيها معروضة عرضاً جميلاً. ولقد مررت مرة على مخزن واسع في وسط البلد كأنه من كثرة الأنوار كالثريّات شعلة أو كأنه دار فيها عرس، فدخلته فإذا جامات كبيرة مضاءة مملوءة بزهور ملوّنة حمراء وصفراء وخضراء على هيئة النجوم والأوراد والأزهار، مصفوفة في الصواني مزينة بنقاط من الفضّة اللمّاعة أو بالورق الذهبي أو الفضّي، والناس يقفون على الجامات يأخذون منها.

منظر هو الغاية في حسن العرض وتوزيع الأضواء والنظافة. وإذا هي الحلوى الباكستانية، هذه أشكالها وهذه طريقة عرضها. وهي كلها كالحلوى المسمّاة في الشام «الغُرَيْبَة» ولكنها هنا أدسم وأكثر دهناً، تخلط بأنواع من العطور والبهارات فيختلف طعمها باختلاف لونها، وأكثرها لا يخلو من لذعة كلذعة الفلفل الخفيف.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>