للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القدوسي، وهو المترجم في المفوّضية السعودية، يُحسِن العربية ويُحسِن الأردية. فألقيت كلمة كان لها وقع عظيم، وصدرت الجرائد لا سيما جريدة «الفجر» (وقد نسيت اسمها الأردي) وجعلت العنوان الكبير لذلك العدد جملة من خطبتي.

قلت في هذه الخطبة ما خلاصته: إنكم انفصلتم عن الهند لأنكم مسلمون وأقمتم هذه الدولة على أن تكون دولة إسلامية، فإذا لم تُقيموا فيها حكم الله ولم تطبّقوا فيها الإسلام فلا معنى لقيام باكستان، فارجعوا إلى الهند.

وقد تَرجم لي هذه الفقرة إلى اللغة الأردية فألقيتها بها. ولعلّي حرفت الكلام أو أضعت بلاغته بسوء تعبيري، فإن لهجة الكلام وإيقاعه قد تبدّل معناه: كنت مرة في دمشق فرأيت سائحاً أجنبياً قد ضلّ الطريق؛ فسألني: "سوكيل أميديا"؟ فلم أفهم عنه. فأعاد الكلمة فلم أفهم، وإذا به يريد أن يسألني عن سوق الحميديّة! فتصوّروا كيف يُضيع سوء الأداء وقبح النطق معاني الكلمات.

صرت بعد هذه الحفلة خطيباً شعبياً. وكانت تلك الأيام أيام ذكرى الإسراء والمعراج والحديث عن فلسطين، فوجدت في كلّ كراتشي مثلَ ما تركت في الشام، يتسابق الأحياء في مثل هذه المناسبات إلى إقامة الحفلات وإلقاء الخطب. وكان من أبرز الخطباء الشعبيين في تلك الأيام عبد الربّ نشتر، وهو خطيب بليغ بِلُغته الأردية ووزير سابق ورجل معروف.

وكان من الخطباء الشيخ الصوفي البدايوني، وهو كما فهمت من أبلغ من يخطب باللغة الأردية، وجماعة قلّما تخلو حفلة منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>