نظيراتها في مصر فتنشر صور العرايا، فيشتريها الشباب لهذه الصور، لأنه ليس فيها ما يُقرَأ فتُشترى من أجله. ثم امتدّ الشرّ حتى رأيناهم يعملون من الطالبات كشّافات يمشين في الطرقات بمثل لباس المجنّدات في الجيش الأمريكي (ولم نكن قد عرفنا الجيش الإسرائيلي، ولا كانت إسرائيل أزال الله عنّا رجس إسرائيل) بعد أن كانت دمشق لا تحتمل أن ترى الكشّافين الشباب بلباس يرتفع عن الركبتين، وحتى رأيناهم يقيمون معرضاً لأدوات تحضير الدروس التي صنعها المعلمون، فتُترك مدارس البنين كلها (ومنها الثانوية المركزية ببنائها الضخم وأبهائها الواسعة، وهي أصلح مكان للمعارض، وهي التي أقيم فيها معرض دمشق الكبير سنة ١٩٣٦) وتُختار مدرسة البنات في طريق الصالحية. ثم يُفتتح المعرض بدعوة الرجال لمشاهدة فرقة من البنات (الكشّافات) يغنّين على المسرح ويأتين بحركات رياضية تُبدي للأعين الفاسقة المفتّحة أكثر ما يخفى عادة من أجساد فتيات نواهد، قد انتُقين عمداً أو مصادفة من جميلات الطالبات.
ثم امتدّ الشرّ حتى رأيناهم يفتحون نادياً في قانونه أن العضو يجيء مع زوجته أو ابنته غير المتزوجة، وحتى شهدنا النفر الشيوعيين العُزّاب المستهترين الساكنين في المقاهي الخبيثة والخمّارات، أصحاب تلك البرقية الوقحة المعروفة، يتسلّمون شؤون المعارف ويسلّطون على الشباب والشابّات، فيبتدعون نظام المرشدات. وإنه لَنظام الضالاّت المُضِلاّت! ويسنّون الاختلاط في الحفلات، وينقلون دار المعلّمات من مكانها القديم المستور إلى دارة (فيلا) جديدة في شارع مُحدَث في ظاهر البلد مكشوفة