للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توهّمنا أن نار الحماسة قد أُضرِمَت بين جوانحهم وأنهم صاروا مستعدّين للعمل، وقلت لهم: إننا لا نريد من أحد منكم أن يبدّل طريقه أو أن يعمل شيئاً لم يكن من قبلُ يعمله، إنما نريد أن يكون عملنا موحّداً، فإذا نزلَت بالمسلمين نازلة وكّلنا من يوصل إليكم خبرها، فمن أراد أن يعمل عمل ما رآه؛ فالخطيب يخطب على منبره، والمدرّس يعرض للقضية الطارئة في درسه، وصاحب القلم يكتب فيها بقلمه، ومن لم يكن له قلم ولا لسان يحدّث بها إخوانه وأصحابه.

ولعل الذين يتابعون هذه الذكريات يذكرون أنني جمعت العلماء مثل هذا الجمع وأنني قلت لهم مثل هذا الكلام سنة ١٩٣٧ لمّا رجعت من العراق إلى الشام، وأننا انتخبنا يومئذ لجنة من ثلاثة عملها أن تُبلغ هؤلاء العاملين بما يطرأ على الإسلام والمسلمين، وكان الثلاثة يومئذ هم الشيخ ياسين عرفة، والأستاذ محمد كمال الخطيب، وكاتب هذه السطور. وكلهم اليوم حيّ يُرزَق.

هذا ما كان سنة ١٩٣٧، أما هذا الاجتماع الذي أتحدّث عنه (سنة ١٩٥٩) فقد وقّع فيه الحاضرون جميعاً على ميثاق إسلامي يعملون فيه للإسلام ولدفع الشبهات ولتخليص أبنائه من الوقوع بيد أصحابها. ولم نكن نريد سياسة ولا نريد رياسة، ولا نريد كسباً دُنيَوِياً.

وافترقنا بعدما وقّعنا الميثاق، وكانت هذه الجلسة هي الأولى، وكانت هي الأخيرة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>