للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لحن، فأبديت عجبي فضحك وقال: سببه أني حفظته كذلك منذ الصغر!

ونظرت -على مدى السنين- في أكثر كتب اللغة والأدب التي كانت مطبوعة في تلك الأيام؛ لأن جدي كان مولَعاً بالكتب فلا يسمع بكتاب ظهر إلاّ اشتراه وأودعه مكتبته، وتبعه أبي في (بعض) ذلك. وكانت أكثر الكتب عندنا «ميريّة» من طبعة بولاق. والكتاب المطبوع في المطبعة الأميرية في بولاق يُباع بأضعاف ثمن المطبوع في غيرها (أي البرّاني)، ذلك لأن المصحّحين فيها كانوا من أعلام العلماء، وحسبكم أن يكون منهم الشيخ نصر الهوريني صاحب «المطالع النصرية» أوثق وأوسع كتاب أعرفه في قواعد الكتابة، وكل من كتب فيها بعده أخذ منه ونقل عنه. وأجمع كتاب بعد المطالع هو كتاب «أدب المُمْلي». والشيخ الهوريني (المتوفّى سنة ١٢٩١هـ) هو شارح مقدّمة القاموس المحيط. وكان يحسن الفرنسية، تعلمها لمّا أُرسل إلى فرنسا إماماً لإحدى البعثات. وتلك سنة حسنة تركناها، هي أن يصحب كلَّ جماعة من المبتعَثين إمامٌ يشرف عليهم ويفتيهم.

أمّا الأدب الحديث فما عرفت منه إلاّ ما وجدته في مكتبتنا، وهو ما كتب المنفلوطي رحمه الله وما تُرجم له فصاغه بقلمه صياغة جديدة (ولكنها فصلته عن أصله وأبعدته عن مراد كاتبه)، وشيئاً آخر: مجلَّداً نادراً ما أحسب أنه بقي منه إلاّ نسخ قليلة، هو مجلد السنة الأولى من مجلة «الرابطة الأدبية» التي تألّفَت في دمشق سنة ١٩٢١ (وقد وضعَت لها قانوناً صادقت عليه الحكومة في ١٢/ ٣/١٩٢١)، ولا بدّ لمن شاء أن يؤرّخ للنهضة الأدبية في

<<  <  ج: ص:  >  >>