إني لو دعوتهم في تلك اللحظة إلى الثورة لثاروا، ولكني لم أكن يوماً ممّن يدفع إلى الثورة التي تراق فيها الدماء وتُزهق الأرواح، ولا ممّن يريد الفساد في الأرض وقطع حبال الأمن. أنا أدعو إلى الله على بيّنة، بالحكمة والموعظة الحسنة. فإذا جاء الجهاد الذي أمر به الله لإعلاء كلمة الله جاهدنا الكفار والمنافقين وأغلظنا عليهم، ولم ندّخر وسعاً ولم نقبل إلاّ بإحدى الحسنيَين: الظفر أو الشهادة.
أمّا النفخ في نار الثورة وأن تكون البلد فوضى وأن يُقتل الأبرياء، فما كنت في يوم من الأيام مَن يصنع هذا أو يدعو إليه. لذلك أضعفت من درجة حرارة الخطبة وحوّلت الموضوع قليلاً من هذه الوجهة، وبرّدت النفوس التي أوقدت فيها هذه النار وقلت:
أمّا الثمرات السامّة لهذه الزّرعة فقد ظهرت بواكيرها في العلم، وستظهر قريباً في الأخلاق. لقد كان من ثمراتها في العلم أن انصرف الطلاّب والطالبات عن الدرس. ومتى يدرسون؟ وفي النهار الغناء والرقص، وفي الليل هذا الرائي الذي جاءنا ولم نكن نعرفه من قبل (التلفزيون)!
فهبط مستوى المناهج، فما كنا نقرؤه في السنة الأولى المتوسّطة لمّا كنا تلاميذ في الثانوية في أوائل العشرينيات من هذا القرن صار يُقرأ الآن في أواخر الدراسة الثانوية، وجاء خبراء التعليم بأمر ما سمعنا به من قبل، هو أن التلميذ الابتدائي لا يسقط