في صفه، بل ينجح من صفّ إلى صفّ (أي من سنة إلى سنة) نجاحاً تلقائياً، قرأ أم لم يقرأ! واخترعوا في العربية نحواً جديداً غير النحو الذي كنا نقرؤه، فنشأ الطلاّب على جهل بالعربية. أمّا الدين فقد نزلوا به أوّلاً فسمّوه تربية دينية، وجعلوه كالتربية البدنية والتربية الفنية ولم يعطوه إلاّ ساعة في الأسبوع، ولمّا ناضلنا وطالبنا منّوا علينا بساعة أخرى.
(والخطبة كما قلت لكم طويلة، لذلك أجتزئ منها بخاتمتها):
إننا نراجع الحكام ونُلِحّ عليهم، لأن إبطال المنكَرات من عمل الحاكمين. نراجع الحكام ليمنعوا اللصّ من أن يسرق منّا عِرضنا وشرفنا. ولكن علينا قبل مراجعة الحكام ليمنعوا اللصّ عنّا أن نغلق نحن أبوابنا وأن نحمي متاعنا حتى لا يدخل اللصّ علينا، والعوامّ يقولون «المال السائب يعلّم الناس السرقة».
مراجعة الحكام واجبة، ولكنها ليست هي العلاج الشافي ولا الحلّ الأخير، لأن الأمر بأيديكم أنتم، بأيدي الآباء، فإذا أصلح الآباء أنفسهم وعادوا إلى ربهم ووقفوا عند حدود دينهم، وربّوا أولادهم وبناتهم على خوف الله وعلى طاعته، صلحت الأمّة وزالت المفاسد.
لذلك نفتتح اليوم هذا الموسم ونبدأ هذه المحاضرات. إننا نريد تعليم المسلمين أمور دينهم وتلقينهم خوف ربهم ... (إلى آخر ما جاء في الخطبة).