للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيوخها ابن الصلاح وأبو شامة ومن أواخرهم الشيخ بدر الدين الحسني والشيخ عبد الحكيم الأفغاني. وهو صاحب «المجموع»، أكبر مرجع في فقه الشافعية. أما عرفتموه؟ إنه النووي.

وما كنت أكتب عنهم مكدّساً الروايات التاريخية بعضها فوق بعض، كجدار فيه الحجارة الكبار لكن بلا مِلاط يمسكها ولا هندسة تنظمها. بل كنت في تأليف هذه السلسلة أمشي على طريقتي في كتابي «رجال من التاريخ»: أجمع أقوال المؤرّخين ثم أحقّقها، ثم أختار مشهداً من حياته أجعله مدخلاً إلى الكتابة عنه، فيكون ما أكتبه عنه وسطاً بين القصّة الأدبية والسيرة التاريخية (١).

* * *

وهذه المقدّمة كلها لأقول لكم إن المطر انقطع على عهد الإمام النووي سنين طوالاً، شحّت فيها العيون وأمحَلَت فيها الأرض وتوالت سنوات الجدب، حتى صارت السهول صحارى


(١) نُشرت هذه المجموعة (أعلام التاريخ) في كتيّبات صِغار، لكنها لم تنتشر بين الناس ولم يُكتَب لها من القَبول ما كُتب للكتاب الآخر «رجال من التاريخ». وأنا لم أصل بعد إلى هذا الكتاب فيما أراجع وأصحح من كتابات جدي رحمه الله، لكن الخطة في ذهني -حين أصل إليه بإذن الله- أن أضم إليه هذه السِّيَر التي صدرت في الماضي مستقلة مجزَّأة في سلسلة أعلام التاريخ، وأن أضم إليه بضع ترجمات مخطوطة لم يضمّها أيٌّ من الكتب التي نشرها علي الطنطاوي من قبل، ثم أفصل الأعلام القدماء عن المُحدَثين فأجعل كل مجموعة منهما في جزء مستقل، وهو الأمر الذي كان في نيّة جدي رحمه الله أن يصنعه. وأرجو الله أن يوفقني إلى ذلك كله عمّا قريب (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>