للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على عهد الشريف الأستاذ مصطفى تمر.

وكذلك نرى في كلّ يوم دليلاً جديداً على أن هذه الأمة، أمة محمّد، والشعب العربي منها على التخصيص، لا تؤخَذ بالعنف ولا تصبر على الضيم، وإن هي اضطُرّت إلى الصبر حيناً فستثور عليه حتماً. فإن هي ثارت فلِمن ظلمها الويل، لأنها لا تبالي حينئذٍ بشيء ولا يقف أمام ثورتها شيء، لأن الحقّ معها، ومن كان الحقّ معه فإن الله معه، ومن كان الله معه لم يُغلَب أبداً.

الحقّ لا يُهزَم، والإسلام لا يذلّ وأهله هم أصحاب العزّة. ولكن الله يمتحنهم لتقوّيهم المحن، أو يؤدّبهم في الدنيا ليُضعف لهم الأجر في الآخرة. أمّا الخاسر فهو الظالم، وإن له في الدنيا الويل، والذي ينتظره بعد الموت يجعله يتمنى هذا «الويل»!

* * *

مصطفى تمر كان من أجلّ رجال التربية الذين عرفَتهم ديار الشام. وكان الركن الركين في المعارف، العالِم المتمكن المفضل على أكثر المعلمين في ذلك العهد. لمّا مات لم يمشِ في جنازته عشرة رجال!

رحمه الله، فإن دعوةً بالرحمة لمؤمن مات مِن مؤمن ينتظر الموت أجدى عليه من حفلات التأبين وقصائد الرثاء وكل ما يتوهّم الناس أنه الطريق إلى تخليد ذكرى العظماء. كل ذلك زائل، ولا خلود إلاّ للمؤمنين في الجنة وللكفار في النار.

اللهمّ بفضلك ورحمتك -لا بعملي- أجِرْني من النار

<<  <  ج: ص:  >  >>