للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأدخلني الجنة، أنا ومن قال: آمين.

كانت «وزارة» المعارف كلها في أربع غرف كبيرة من قصر الحكومة (أي السراي): غرفة الوزير، وغرفة الأستاذ شفيق جبري شاعر الشام (وكان في منزلة الأمين العام للمعارف، أي وكيلها)، والأستاذ مصطفى تمر المفتش العام، وغرفة كبيرة تقسّمها إلى غرف صغار حواجزُ من الخشب فيها الديوان (ورئيسه الأستاذ عبد النبي القلعي) والمحاسبة (ورئيسها الأستاذ مصطفى القبّاني) وغرفة مثلها للمستشار، وكان معاونوه كلهم من النصارى (وما كان ذلك اتفاقاً بل كان شيئاً مقصوداً، وكان مستمراً في كل حين ومع كل حاكم أجنبي أو ماشٍ على مذهب الأجنبي)، رئيس ديوانه إسبر زمباكوس وترجمانه ميشيل السبع. وكان مجموع العاملين في المعارف أحد عشر فقط، ومعهم المستشار الفرنسي الذي كان هو الوزير الحقيقي وهو الآمر الناهي، وأعوانه النصارى.

أقام معنا الأستاذ مصطفى تمر قليلاً، حتى إذا هدأت الحال كُلّف بإدارة المدرسة أستاذنا جودة الهاشمي، وهو جزائري الأصل، ثم عيّن لإدارتها جزائريّ آخر أستاذ رياضيات قديم أسنّ من جودة بك ولعله كان -كما سمعنا- أستاذه، فأدارها حتى خرجت أنا منها.

وكان للمدرسة «مدير ثانٍ» يأتمر بأمر «المدير الأول» ويتولّى الأعمال الإدارية، وكان المدير الثاني عند دخولي المدرسة الدكتور كامل نصري. ثم الأستاذ عبد الفتاح ملحس، وهو فلسطيني، وهو أخو الأستاذ رشدي ملحس. ثم الأستاذ

<<  <  ج: ص:  >  >>