للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله بهذا الرسول وأعزّهم بهذا الدين، ولا عِزّة لهم في الدنيا ولا نجاة في الآخرة إلاّ بهذا الدين. لا يُفيدكم عند الله أن تقولوا نحن عرب، فإن دخول الجنّة ليس بالبطاقات الشخصية ولا بالجنسيات، بل بالأعمال الصالحات: {أمْ حَسِبتُم أن تَدخُلوا الجَنّةَ ولمّا يعلَمِ اللهُ الذينَ جاهدوا منكم ويعلَمَ الصابرينَ؟}.

على أننا ندعو صادقين إلى وحدة العرب، لأنها طريق إلى الوحدة التي أمر بها الله ونطق بها الكتاب. إننا أُمّة أكرمها الله بهذا الدين، فإذا لم تتبعوا -يا أيها المسلمون- أحكامه ولم تُحِلّوا حلاله وتحرّموا حرامه، وإذا لم تجعلوه إمامكم في بيوتكم وأسواقكم ودواوينكم ومدارسكم، لا ينفعكم واللهِ عند الله أنكم عرب. ولو نفعت العروبة وحدها لنفعَت العربي القرشي الهاشمي عمّ النبيّ أبا لهب: {تبَّتْ يدا أبي لهبٍ}.

فإذا أردتموها وحدة كاملة فاجعلوا مركزها هذه القِبلة، وقائدها محمداً، ورايتها راية القرآن، ودستورها كتاب الله، وغايتها العزّة في الدنيا والنجاة في الآخرة. واعلموا أنكم مدعوّون لا لإنقاذ أنفسكم وحدها، بل لإنقاذ العالَم. إن قافلة البشرية تائهة، والليل مظلم، والمدى رحيب، والخوف شامل، والرعب قاتل، فمن يتولاّها ويكون مؤيّدها؟ من يُخرِجها من هذا الظلام الذي غمر أرجاءها؟ لقد جاء الجواب في القرآن: {اللهُ وَلِيُّ الذينَ آمنوا يُخرِجُهم مِنَ الظُّلُماتِ إلى النّورِ، والذينَ كفَروا أولياؤُهمُ الطّاغُوتُ يُخرِجونَهُمْ مِنَ النّورِ إلى الظّلُماتِ}.

من ينصرها إن دهمها الخطر، من يدافع عنها؟ الجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>