عروسَين مسافرَين في شهر العسل، والعقود الكثيرة من الزهر الفوّاح الأريج معلّقة بالأعناق، فيها زهر كزهر الفُلّ مرصوف رصفاً عجيباً كالسجّاد الملوّن ومربوط بشريط له عُقَد فنية على أشكال الفراشات. ونساؤهم ذوات سِحَن صينية ولكنهن وديعات جذّابات، يلبسن ثياباً ضيّقة مشقوقة من الجانبين تكشف عن السيقان والأفخاذ، وهم مجوس لا يرون في ذلك بأساً، والأيدي مكشوفات إلى المناكب. أما الرجال فباللباس الأوربي حُلَلهم بيضاء.
ولم أرَ في المطار -على كثرة مَن كان فيه يومئذ من أهل سيام- إلاّ ضاحكاً أو ضاحكة، يمزحون ويصرخون. ويظهر عليهم أن هذا الانبساط خُلُق دائم فيهم لا يتكلّفونه. هذا ما خُيل إليّ، والله أعلم بحقيقة الحال.
وقمنا منها فتركنا الهند الصينية من فيتنام وكمبوديا ولاوُس عن شمائلنا، وأصلَ شبه جزيرة الملايا (ماليزيا) عن أيماننا، وطرنا فوق البحر إلى الجنوب خطاً مستقيماً، سلكنا في آخره على الشاطئ الشرقي للملايا (ماليزيا) حتى انتهينا إلى سنغافورة، وذلك مسافة خمسمئة كيل.
ماذا تعرفون عن سنغافورة؟ ما وصفها؟ ما طبيعتها؟ من يسكنها؟ هل تعرفون عن الملايا (ماليزيا) وهي من بلاد المسلمين أهلها من إخوانكم، عُشرَ الذي تعرفونه عن لندن وباريس ونيويورك؟ ذلك لأننا نرى في السينما وفي الرائي (التلفزيون) مشاهد من أوربا وأميركا، ونقرأ في الصحف أخبارها أو نسمعها