للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانتشر في الناس الخبر، ولمست فيهم العطف والحبّ والمواساة، من الملك حفظه الله ووفّقه إلى الخير، ومن الأمراء، ومن الأدباء والعلماء، ومن سائر الناس. وقد جمعت بعض ما وصل إليّ منها، وتحت يدي الآن أكثر من مئتَي برقية تفضّل أصحابها فواسوني بها، وأمامي الآن جرائد ومجلاّت كتبَت عن الحادث كتابة صدق وكتابة عطف، وفيها تسلية لو كان مثلي يتسلّى بالمقالات عمّا فقد. حتى الجرائد الأجنبية، وهذه ترجمة مقالة نُشرت في جريدة لا أعرفها لأنني لا أقرأ الإنكليزية، جريدة الأوبزيرفر الأسبوعية بتاريخ ٢٢/ ٣/١٩٨١ بقلم الكاتب باتريك سيل.

حتى الأجانب الذين لا يجمعني بهم دين ولا لسان عطفوا عليّ واهتمّوا بمُصابي وأنكروا هذا الحادث وقالوا فيه كلمة الحقّ، وممّن تربطني بهم روابط الدم واللسان مَن لم يأبهوا لِما كان، بل لقد صنعوه هم بأيديهم، إلى الله أشكوهم.

وصلَت هذه البرقيات وجاءتني هذه الصحف، وإنها لَمِنّة ممّن بعث بها وممّن كتب يعجز لسان الشكر عن وفاء حقّها، ولكنني كنت في وادٍ آخر. ما قلّ إدراكي لهذا الفضل ولا تقديري لهذا النبل، ولكني سكتّ فلم أشكرها ولم أذكرها لأن المصيبة عقلت لساني وهدّت أركاني وأضاعت عليّ سبيل الفكر. فعذراً وشكراً للملك والأمراء جزاهم الله خيراً، ولكل من كتب إليّ، وأسأل الله ألاّ يبتلي أحداً منهم بمثل هذا الذي ابتلاني به.

كنت أحسبني جَلداً صبوراً أَثبُت للأحداث وأواجه

<<  <  ج: ص:  >  >>