للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قد سبقه مشروع آخر هو بناء مسجد كبير له مدرسة، فتبرّع سلطان برونَيْ يومئذ بخمسة ملايين روبية للجامع وبمليون لمدرسته، وهذا السلطان كان يملك من النفط (البترول) الذي ظهر في بلاده ثروة قالوا إنها لا تحدّها الأرقام.

ورأيت المسلمين في الملايا من أكثر المسلمين يقظة وانتباهاً، يقومون بالدعوة إلى الإسلام، وقد رأيت في رئاسة الشؤون الدينية في جوهور دائرة خاصة للدخول في الإسلام، ورأيت الصينيين يزدحمون على بابها ليعلنوا دخولهم فيه. وهم مُقبلون على إنشاء المدارس والمساجد والكليات الإسلامية ويبذلون لذلك الأموال الوفيرة.

ولمّا كنت في سنغافورة كانت هنالك معركة الحروف اللاتينية والعربية. واللغة الملاوية (الماليزية) كانت تُكتَب بحروف عربية كما قلت لكم، كاللغة الفارسية واللغة الأردية، فحوّلها الهولنديون في أندونيسيا إلى الحروف اللاتينية، فلم يبقَ مَن يكتبها بالحروف العربية إلاّ الكهول والشيوخ، وأراد الإنكليز أن يصنعوا مثل ذلك في الملايا فأباه المسلمون عليهم. هذا ما كان يوم زرتُها، ولست أدري الآن ما حالها (١).

واللغة الشعبية في الملايا هي اللغة الملاوية (أي الماليزية)، وهي لغة أندونيسيا. وهي لغة عجيبة سهلٌ تعلّمها، يرى علماء اللغات أنها ستكون في الشرق كالإنكليزية في الغرب لسهولة


(١) اللغة الملاوية تُكتَب اليوم بالحروف اللاتينية، ولم يعد يعرف الحروفَ العربية إلا طلبةُ العلم في المدارس الدينية (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>