قد خمدت، والمنظار الأسود رُفع عن عيني فرأيت بهاء الكون وبياض النهار، ووجدت العيد.
لقد تعلّمتُ أن السعادة ليست بالأموال ولا بالقصور ولا بالخدم والحشم، ولكنها بسعادة القلب، وأنّ أقرب طريق إلى سعادة القلب أن تُدخِل السعادة على قلوب الناس، وأن أكبر لذّات الدنيا هي لذّة الإحسان؛ لا أقصد الريال الذي تُلقونه للسائل، ترمونه إليه وأيديكم عالية ووجوهكم مقطّبة ولسان حالكم يقول: انظر هوانَك وعِزَّنا وفقرَك وغنانا، بل إن الإحسان أن تُعطوا من قلوبكم لا من أيديكم وحدها، فيكون المال في اليد، والبسمة على الشفاه، والكلمة الطيبة المواسية على اللسان. إنكم تُرجعون بذلك إلى الفقير كرامته التي أضاعها وإنسانيته التي افتقدها، وتردّون عليه روحه. والروح أثمن من الجسد، والكرامةُ والإنسانية أفضل من أموال الدنيا كلها (١).
* * *
(١) اقرأ مقالة «أحسِنْ كما أحسَنَ الله إليك» في كتاب «مع الناس» (مجاهد).