للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان الأستاذ محمد أحمد خلف الله، المعيد بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (وكذلك كانت تُسمّى جامعة القاهرة في تلك الأيام) قدّم رسالة للحصول على الدكتوراة موضوعها «القصص في القرآن»، وقد أعدّها بإشراف الأستاذ أمين الخولي ومعاونته، وألِّفت لجنة من الأستاذين الشايب وأحمد أمين للنظر في صلاحية الرسالة للمناقشة. وكتب كل من الأستاذين تقريره عنها، أمّا الأستاذ أحمد أمين فقال بأنها لا تصلح لضعف منهجها العلمي، وأما الأستاذ الشايب فرأى أن فيها ما يمسّ الناحية الدينية لأن صاحبها يقول إن القصص القرآني لم يُراعِ الحقيقة التاريخية وإن المقصود منه غرض فني، فلسنا مُلزَمين بتصديق حقائق هذا القصص وإنما نقدّر فيه الغاية الفنية، ويقول إن هذا القصص مستمَدّ من مصادر أخرى غير عربية كالتوراة والأدب اليوناني والأدب الفارسي، وإن فيه أساطير لا أساس لها ... لذلك رأى الأستاذ الشايب أنه لا يجوز أن تُعرَض رسالة تتضمّن هذه الآراء للمناقشة في لجنة الدكتوراة. وعلم الأستاذ الخولي بفحوى تقرير الأستاذ الشايب فردّ عليه بتقرير قال فيه إنه متضامن مع مقدّم الرسالة في كل حرف منها وإنه لا ينبغي الوقوف أمام حرّية الفكر. وهذه التقارير كلها لدى العميد تنتظر اجتماع مجلس الكلية، وتتحدّث الهيئات الجامعية في هذه المسألة، وأقوَم ما يقال فيها أن الدكتوراة إجازة من إجازات الدولة التي دينها الإسلام، فكيف تُمنح لمن يرى هذه الآراء في القرآن؟

* * *

لم أكن أعلم قبل أن أقرأ هذا الكلام بشيء عن الرسالة ومقدّمها، ولا يجمعني جامعٌ من صداقة أو عداوة أو صلة من

<<  <  ج: ص:  >  >>