للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مأخوذ من التوراة ومن الأدب الفارسي واليوناني وأن فيه أساطير لا أساس لها؟ وهل وقعَت له النسخة المخطوطة بخطّ مؤلف القرآن الذي هو الله -إذا كان فضيلة الشيخ لا يزال يعتقد أن القرآن من عند الله- فعضّ عليها بالنواجذ ليفضح المؤلّف ويكشف عن سرقاته ويشفي غيظه منه؟ أستغفر الله كثيراً، وتعالى عمّا يقوله الكافرون علواً كبيراً.

ولتدع الكلام في الدين ما دمتَ -يا مولانا الشيخ- تحسب أن الخروج عليه مدنية وتقدُّم وأن الأخذ به رجعية وتأخُّر، وأنك أعلنت الكفر وجهرت به واخترته والعياذ بالله لنفسك، ولنأخذ هذا العلم والمنطق والتاريخ. فهل في العلم والتاريخ شيء يؤيّد ما جاء في الخبر أن الأطروحة اشتملت عليه وما أعلنتَ أنك مع المؤلف في كل حرف منه؟ وبأي دليل من أدلّة العلم، وفي أي كتاب من كتب التاريخ ثبت لك ولصاحب الأطروحة أن الله قد قبس قرآنه من أدب فارس ويونان ومن هذه الأساطير؟ أستغفر الله، وتعالى عمّا يقول الكافرون علوّاً كبيراً.

وإذا لم يكن القرآن كتابَ الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لا من جهة فارس ولا من جهة يونان، وكان من تصنيف محمد، وكان قد اقتبسه من آداب الأمم ومن أساطيرها، فكيف خفي ذلك على أسلافك من أنصار حرّية الفكر، أعني حرّية الكفر، من اليهود والنصارى والمجوس والزنادقة وكل عدوّ للإسلام خصيم للقرآن، فلم يؤلّف فيه أحد ولم يُثبِته، حتى جاء تلميذك هذا فكتبه لتكافئه الدولة على كفره بدينها الرسمي وطعنه بقرآنها بإعطائه شهادة الدكتوراة، وتسليمه أبناءَ المسلمين

<<  <  ج: ص:  >  >>