ليلقّنهم هذه الآراء على أنها علم وفضل، وأن الذي لا يحفظها ويُعيدها يوم الامتحان يرسب في صفّه إن طفا الطلاّب (طفا ضد رسب)؟
وحرّية الفكر ... ما حرّية الفكر يا هذا؟ كيف تفهمها؟ أكلما طاف برأسك طائف من هوى أثبتّه على الورق وخرجت به مزهوّاً على الناس، وقلتَ هذه حرية الفكر؟ أما إنه ليجيء في فكري أنا الآن كلام عنك، لولا أني لم أعرض هذه المقالة على الأستاذ الزيات وأني أخاف أن يغضب إن حططتُ بثقلي عليك لقلته، فما تركتك تستطيع أن تمشي في الجامعة أو تتراءى للطلاب. فارتقبه، فكل شيء له أوان، وما أنت بمعجز الله في الجامعة وقد أهلك فرعون وهامان وأبا جهل.
وما لك تكره أن أسبك بعلم وتسبّ أنت الله عَدْواً بغير علم؟ ولا تحبّ أن أقول في كتابك الذي ألّفتَه كلمة الحق وتقول أنت في كتاب الله كلمة الباطل؟ وما لك لا تجرؤ أن تقول لواحد من هؤلاء الكتّاب أخرجَ كتاباً تلقّاه الناس بالقبول: إنك تكذب، وتنسب الكذب إلى الله المنتقم الجبّار؟ أغرّك -ويلك- حلمه عنك وأنه مدّ لك حتى صرت تُعطي الدكتوراة وأنت لم تأخذها، وتمنح العلم وأنت لا تملكه، وتؤلّف في البلاغة وما أنت منها في شيء، ولا أُثر عنك بيان غطّى على بيان الجاحظ وأبي حيان ولا الرافعي والزيات، ولا أنت صاحب شعر ولا نثر، وقصارى أمرك أنك أُدخِلتَ على طلاب لا يفهمون من البلاغة شيئاً فمَخْرَقتَ عليهم وزعمت لهم أنك إمامها وأنك مؤذّنها وخطيبها وأنك بوّاب جامعها، ورأيتَ أنهم صدّقوا قولك فادّعيت أنك باني