مسجدها ورافع منارتها؟ ولو أنت ادّعيت النبوّة فيهم ما وجدت منهم من يكذّبك أو يكفر بك ما داموا يأخذون منك الدرجات في الامتحان، ثم يخرجون كما دخلوا، لا أنت علّمتهم ولا هم تعلّموا منك.
وكيف يتعلّمون وقد جعلتَ دروس البلاغة عيّاً والفصاحة عامّية، وكانت دروسك ذلك الخزي الذي نشره في «الرسالة» الأستاذُ علي العماري فكان تسلية لقرّاء «الرسالة» وفكاهة، ضحكوا عليك به شهراً؟ لقد كان كفراً مبتكَراً منك حين زعمتَ في تلك الدروس أن الله قال لمحمد:«يا أخي»، فكيف قعدَت بك القريحة اليوم فلم تأتِ إلاّ بكفر عتيق قيل في مصر من عشرين سنة، وقيل في مكّة قبل الهجرة، فكان سخرية الأولين والآخرين؟ ولقد بعثتَ يومئذ مَن يدافع عنك في «الرسالة»، فلم يبلغ به دينه وأدبه مع الله ولا علمه ولا بلاغته ولا معرفته بتصريف الكلام إلاّ أن يحتجّ على جواز زعمك أن الله قال لمحمد «يا أخي» بقول الحمّار لحماره «يا أخي»، ولم أردّ عليه لأني لم أكن أعرف قبل أن أسمع ردّه هذا شيئاً من لغة الحمير والحمّارين ولا قواعد المناظرة في لغاتهم.
وبعد، فما أريد اليوم الردّ على هذين الرجلين ولا تأديبهما؛ إنما أردتُ تنبيه رجال المعارف في المملكة (كانت جمهورية مصر مملكة) التي دينها الرسميّ الإسلام وعميد الكلية فيها العربي المسلم الذي اسمه الدكتور عبد الوهاب عزّام، إلى هذين المدرّسَين يُعلِنان الكفر بالله، والطعن في القرآن، والإهانة لكل مسلم يرى في مصر دار الأزهر ومثابة العلم، وهما يأخذان