أموال الأمّة ليلقّنا أبناء مصر وأبناء الشام والعراق والحجاز واليمن والمغرب وكل بلد يبعث بأبنائه إلى هذه الجامعة مثلَ هذه الكُفريّات التي يعتقدانها، ويكتبانها ويُصرّان عليها ولا يخافان فيها الله ولا الحكومة، ولا العلماء ولا العامّة.
وأنا أرقب ما تصنع وزارة الأوقاف وما يصنع الأزهر وعلماؤه، لأستخير الله فيما أصنع أنا بعدُ، وما يصنعه هذا القلم الضعيفُ في نفسه القويُّ بالله وبدينه وبقرآنه. وما بسيفي أضرب، ولكن بسيف محمد.
* * *
أنا أخجل أن أقول (وإن كان الذي أقوله حقيقة يعرفها كل من عاش في مصر في تلك الأيام وكان يهتمّ بالأدب والأدباء) أخجل أن أقول إن هذه المقالة كان لها دويّ عظيم وأثر بالغ، حتى إن الناس كانوا يفتّشون على عدد «الرسالة» ويدفع طالبه فيه عشرة أضعاف ثمنه فلا يلقاه. وقد تبيّن للناس أن أهل مصر تنطوي قلوبهم على الإسلام وأنهم يغضبون لله ولرسوله، ولا سيما في جامع الأزهر، في مدرّسيه وتلاميذه.
وصدر عدد «الرسالة» يوم ١٤ ذي القعدة ١٣٦٦ وفيه مقالة للأستاذ علي العمّاري يعلّق فيها على مقالة لي عنوانها «مستقبل الأدب» تناولتُ فيها بشيء من الحسرة والألم ضَعف الطلاّب في العربية، والمقالة تتصل بهذا الموضوع. ثم كتب الأستاذ خلف الله نفسه مقالة أرادها دفاعاً عن نفسه فجاءت توريطاً لها وجاءت ذنباً جديداً يؤاخَذ عليه، وردّ عليه مشرف فصل «الأدب والفنّ في