أسبوع» في عدد ٢١ ذي القعدة. وسعيت حتى وصلت إلى نص التقرير الذي قرّره الأستاذ أحمد أمين في رسالة القصص الفني في القرآن فنشرتُه في «الرسالة»، وهو:
حضرة صاحب العزّة عميد كلية الآداب، تحيّة واحتراماً.
قرأتُ الرسالة المقدَّمة من محمد أفندي خلف الله لنيل الدكتوراة وموضوعها «الفنّ القصصي في القرآن»، والتي تفضّلتم فأحلتموها عليّ لقراءتها وإبداء الرأي فيها. وقد وجدتُها رسالة ليست عاديّة بل هي رسالة خطيرة، أساسها أن القصص في القرآن عمل فني خاضع لما يخضع له الفنّ من خلق وابتكار من غير التزام لصدق التاريخ والواقع، وأن محمداً فنان بهذا المعنى. وعلى هذا الأساس كُتِبت كل الرسالة من أولها إلى آخرها. وأرى أن من الواجب أن أسوق بعض الأمثلة التي توضّح مرامي كاتب الرسالة وكيفية بنائها.
يرى أن القصّة في القرآن لا تلتزم الصدق التاريخي وإنما تتجه كما يتجه الأدب في تصوير الحادثة تصويراً فنياً، بدليل التناقض في رواية الخبر الواحد مثل أن البشرى بالغلام كانت لإبراهيم أو لامرأته. بل قد تكون القصّة مخلوقة مثل {إذْ قالَ اللهُ يا عيسى بنَ مريمَ أأنتَ قُلتَ للنّاس} ... (الصفحة ١٤ وما بعدها)، الإجابة على هذه الأسئلة التي كان يوجّهها المشركون للنبي ‘ ليست تاريخية ولا واقعية، وإنما هي تصوير لواقع نفسي عن أحداث مضَت أو أغرقَت في القدم، سواء كان ذلك الواقع النفسي متفقاً مع الحقّ والواقع أم مخالفاً له (ص ٢٨)، والقرآن