نقلت من تفسير «المنار» قولَه إن الله أنزل القرآن هدى وموعظة وجعل قصص الرسل فيه عبرة وتذكرة، لا تاريخ شعوب ومدائن ولا تحقيق وقائع ومواقع. فلم تفهم من ذلك إلاّ أن القرآن ليس بكتاب تاريخ، وإذا كان يروي أخبار الماضين ولم يكن تاريخاً فما هو إلاّ قصّة كقصص إسكندر دوماس وتوفيق الحكيم، ودوماس لا يؤخذ من قصصه التاريخ لأنه لم يكتبها له ولم يحرص فيها على حقائق، فقصص القرآن كذلك.
أرأيت؟ فلماذا تُتعِب نفسك فيما لم تُخلَق له؟ وهل تظنّ أنك تفهم كلام الله وأنت لم تفهم كلام عبدِه (أي الشيخ محمد عبده)؟
ثم قلت:"على أن هذه المسألة (أي مسألة كون قصص القرآن صحيحاً أو أسطورة) قديمة، ومن أجلها عدّ الأصوليون القصص القرآني من المتشابه. وقد نتج عن ذلك طريقتان في التفسير: طريقة السلف وطريقة الخلف. أمّا الأولون فيذهبون إلى أن كل ما ورد في القصص القرآني من أحداث قد وقعت، وأما الآخرون فلا يلتزمون هذا (أي لا يقولون أن كل ما ورد في القصص القرآني قد وقع) وعلى طريقتهم جرى الأستاذ الإمام".
مسكين أنت يا أيها الأستاذ الإمام! لقد صرتَ عند هذا العامري إماماً في تكذيب القرآن وفي الكفر بالرحمن. ومساكين أنتم أيها الأصوليون.
وكل شيء إلاّ الأصول من فضلك! ما لك وللأصول؟ ولماذا تهرف بما لا تعرف حتى تُطلِق الألسنة بغيبتك؟ ومن قال