لك إن الأصوليين يَعُدّون القصص من المتشابه؟ وهبهم قالوه، أفتدري أنت ما المتشابه؟ وفي أي كتاب رأيت هذا؟ ومن أي عالِم سمعته؟ أما كان خيراً لك لو اشتغلت فيما تُحسِن وتركتَ لغيرك التدليل على أن قصص القرآن أساطير كأساطير هوميروس وروايات كروايات دوماس، ما دام غرضك -كما تقول- غرضاً دينياً، وهو تخليص القرآن من مطاعن الملاحدة والمستشرقين؟
لا والله ما غرضك إلاّ الشهرة، ولن أكون عوناً لك عليها بعد اليوم.
* * *
وامتدّت القضية حتى انتقلت إلى جبهة علماء الأزهر، التي رفعَت مذكرة إلى الملك ورجال دولته وقّع عليها رئيس الجبهة الشيخ محمد الشربيني والأمين العامّ لها الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني. وقد جاء فيها أنه مضى على نشر نبأ هذه الرسالة وقت يسمح بتكذيبه لو كان كاذباً، لكن أحداً لم يكذّبه، لا المؤلف ولا المشرف عليه ولا عمادة كلية الآداب التي جاء في الخبر أنها تنتظر حتى ينعقد مجلس الكلية. وذلك يدلّنا على أن الأمر خطير يجب الإسراع بعلاجه، لأنه وباء جديد أشدّ فتكاً وأفزع فتكاً من وباء الكوليرا في هذه الأيام ... (إلى أن قال): وقد أرسل مقدّم الرسالة إلى صحيفة «الإخوان المسلمون» يقول إنه مستعدّ لأن يُشعِل النار بيديه في رسالته على مشهد من الأساتذة والطلاّب إن ثبت أن فيها ما يخالف الدين الذي استمدّت أصوله من القرآن، إلخ.
وأرسل السكرتير العامّ للجامع الأزهر والمعاهد الدينية كتاباً