للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجارية تزوّجها ابنه حاكم فيلمبانغ بعد أن ولدت مولوداً للملك. وترعرع الصبي في كنف هذا الأمير، حتى إذا بلغ أشده أفضى إليه بالسرّ وأن أباه هو ملك ماجاباهيت الجاوي البوذي، وأوصى له بالمُلك بعد وفاته وحفظ الوصية عند أمه، فلما كبر أطلعَته عليها.

وقدم البلادَ أحدُ الدعاة السابقين إلى الإسلام في طريقه إلى جاوة، وهو علي بن إبراهيم (الذي عُرف أخيراً باسم سونان أنبيل) فاستقبله أميرها وأكرمه وأسلم على يديه، وأسلم ذلك الشابّ ابن ملك ماجاباهيت، وسمّاه الداعية «عبد الفتاح» راجياً أن يكون الفتح على يديه.

وكان الداعية علي بن إبراهيم يمتّ بقرابة إلى ملك ماجاباهيت لأن الملك تزوّج إحدى أميرات كمبوديا (كمبوتشيه) بالهند الصينية، وهي خالته، فأخذ عبدَ الفتاح معه إلى ملك ماجاباهيت فاستقبله استقبالاً حسناً وأكرمه إكراماً عظيماً. وبدأ ينشر الدين فأسلمَت خالته، أي زوجة الملك. وجمع الملك كبار رجال الدين فشاورهم في أمر هذا القادم ودينه الجديد، فقرّروا أن يباحثوه فيما جاء به، وكانت مناظرة هادئة استجاب له بعدها من استجاب وأصرّ على دينه القديم من أصرّ.

واهتمّ الملك بالداعية علي بن إبراهيم فولاّه على بلدة أنبيل بسورابايا، فسُمّي بعد ذلك «سونان أنبيل»، وولى الملك ابنه عبد الفتاح على بلدة بنتارة التي أطلق عليها اسم ديمك، بعد أن صارت عاصمة الدولة الإسلامية الأولى في جزيرة جاوة. فكان

<<  <  ج: ص:  >  >>