للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعلّمين الذين تُقعِدونهم بين أيديهم ... تَنبّهوا فإن كل كلمة تُلقى في أذن الطفل وكل بذرة عقيدة تُغرس في قلبه سيكون لها أثر ظاهر في مُقبل أيامه، في دينه وفي خلقه وفي سلوكه. لقد طالما قلت وأعدت وكرّرت القول: إن بذور الخير والشرّ والإيمان والكفر تُغرَس في نفوس الأطفال في السنوات الخمس أو الست الأولى من أعمارهم، فاللهَ اللهَ في أطفالكم، واللهَ اللهَ في إخوانكم في أندونيسيا، فإن مَن نجا منهم من حملة التنصير والتكفير (التي تُسمّى كذباً دعوة التبشير) وقع في «البنغاسيلا» التي أوحى بها إلى أوليائه الشيطانُ، زخرف القول غروراً، لتجرّ عليهم هلكة وثبوراً.

أتدرون ما «بنغاسيلا» التي يتخذها بعض المسلمين ديناً بدلاً من دين الله؟ «بنغا» كلمة فارسية الأصل معناها خمسة، يستعملها الذين يلعبون النرد، و «سيلا» بمعنى ركن أو دعامة؛ فالبنغاسيلا هي «الأركان الخمسة».

بُني الإسلام على خمس، وهم يدعون إلى دين جديد يُبنى على خمس بدلاً من الخمس التي بُني عليها الإسلام. خَمسُنا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت. وخَمسُهم الإيمان بالله الواحد الأحد، والإنسانية العادلة المتحضرة، ووحدة أندونيسيا القومية، وسيادة الشعب، والعدالة الاجتماعية.

كلام إن فهمه المؤمن بالإسلام يستطيع أن يفسّره تفسيراً لا اعتراض عليه، ولكن الذين وضعوه والذين سمعوه ففهموه يفسّرونه على وجوه تناقض الإسلام. خذوا قولهم «سيادة الشعب». أيّ شعب في أندونيسيا إلاّ الشعب المسلم الذي تبلغ نسبته في

<<  <  ج: ص:  >  >>