للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفهومة واضحة.

أحسب أني بَعُدتُ عن موضوع الذكريات، وهذا دائي؛ أذهب يميناً وشمالاً، ولكن آتيكم حيثما ذهبت بما ينفعكم أو يُمتِعكم.

* * *

أمّا الشرط الثالث فهو أن يكون طبيعياً، فإن لم يعرف المسألة قال للطلاب: إني لا أعرفها، وإن أخطأ قال لهم: إني أخطأت فيها.

لمّا جئت مكّة أدرّس في كلّية التربية سنة ١٣٨٤هـ جاء ذكر مسألة فقهية ذكرتُ فيها الحكم في مذهب الإمام أحمد، فقام أحد الطلاّب يردّ علي بأدب بأن المذهب ليس على هذا وأن المسألة ليست كما ذكرتُ. فأطَلتُ لساني عليه وقلت له: لقد درستَ اثنتي عشرة سنة حتى وصلت الجامعة وأنت لا تعرف الحكم في المذهب الذي يمشي عليه أكثر الناس في هذه البلاد ... وكلاماً من أمثال هذا، ما كان لي حقّ فيه وما كان بيدي مسوّغ له، وهو ساكت لا يُجيب.

فلما رجعت إلى الدار فتحت كتب الفقه الحنبلي، فإذا المسألة كما قال الطالب لا كما قلت أنا. أفتدرون ماذا صنعت؟ جئت في الغد فقلت للطالب: أنا أعتذر إليك، لقد كنت أنا المخطئ وأنت المصيب، وأعتذر إليك مرّة أخرى لأنك كنت مهذّباً ولأنني لم أكن في التهذيب على ما يُطلَب من العلماء، فسامحني.

<<  <  ج: ص:  >  >>