للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن كل شيء تريدينه، وكله بلا ثمن، تأخذين ما شئت، فالأولاد الذين يسمعون كلام أمهاتهم وآبائهم ولا يكذبون ولا يعملون الأعمال القبيحة يُدخِلهم ربنا الجنّة، والكفار الذين لا يعبدون الله ولا يصلّون ولا يصومون يُدخِلهم النار.

ومشيتُ مع الأولاد على هذا الطريق، وكنت أُلقي عليهم النصائح أو المواعظ في كلمة عارضة؛ كنت إذا سمعتها تقول كلاماً سيئاً أقول لها لمّا كبرَت قليلاً: رحم الله امرءاً قال خيراً فغنم أو سكت عن شرّ فسلم. فإذا أمرتها بشيء أقرنه بثواب الله الذي يُعطيه لمن يعمل مثل هذا الشيء الحسن، فنشأَت من الصغر على خوف الله وعلى مراقبته. ولقد قبستُ هذا عن شيخنا الشيخ عيد السفرجلاني رحمه الله، الذي مرّ خبره في هذه الذكريات وكان مدير مدرسة ابتدائية تخرّج فيها أكثر من نعرف من مشايخنا ومعلّمينا، هذا الرجل الذي لبث سبعين سنة وهو يعلّم، كان يلقي علينا الموعظة بكلمة عابرة تدخل آذاننا فتستقرّ في قلوبنا ولا تخرج منها. وأنا إلى الآن أحفظ كثيراً من الحكم والأحكام التي أخذتها منه، حتى وهو يؤدّبنا بالضرب.

وإذا رأت البنت في دار إحدى صديقات الأسرة عندما تزورها مع أمها، إذا رأت امرأة سافرة مثلاً أقول لها: لا تعملي مثلها، هذه لا تسمع كلام الله؛ الله خلقها وأعطاها كل ما تريد وقال لها لا تكشفي جسمك أمام الرجال الأجانب فعصت. فتقول البنت: لماذا لا يعاقبها الله؟ فأقول لها: متى ترتقين يابنتي بالمدرسة من صف إلى صف؟ تقول: بعد الامتحان. أقول لها: نعم، عند الامتحان يُكرَم المرء أو يُهان، وهذا الامتحان في المدرسة امتحان صغير،

<<  <  ج: ص:  >  >>