للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي ترسب في صفها تتألّم أياماً وتُفتضَح أمام أهلها ورفيقاتها، ولكن أمامنا الامتحان الأكبر، امتحان يدخل فيه الناس كلهم تلاميذ، الصغار والكبار والمعلّم والمتعلّم والحاكم والمحكوم، كل مَن مات ودُفن من عهد آدم إلى آخر البشر، فيُحييهم ربهم ويجمعهم في مكان واحد وتُوزَن أعمالهم: فمَن عمل خيراً ومات مؤمناً ذهب إلى الجنّة، ومن كان كافراً أو عمل سيئاً يُعاقَب بالنار، وهنالك الفضيحة تكون أمام البشر كلهم لا أمام الرفاق والأهل فقط، إلخ.

كذلك كنت أُلقي على البنات أصول العقائد وأغرس في قلوبهم بذور الإيمان، بكلمات عارضة تأتي خلال الكلام وبأسلوب يفهمه الصغار، فما كلّ كلام يفهمه الصغار، وأكثر الأحاديث التي تُلقى في الإذاعة على أنها أحاديث أطفال وأكثر الكتب التي تُؤلَّف للأطفال لا يفهمها الأطفال. ذهب حفيدي عمرو مرّة مع أبيه إلى الشركة، وكان صغيراً، فلما رجع سألته: ماذا يعمل أبوك في الشركة؟ قال: عنده ثلاجة كبيرة يضع فيها الأوراق. ثلاجة يضع فيها الأوراق؟! ما هي هذه الثلاجة؟ هي صندوق الحديد.

صندوق الحديد كلمة ليست داخلة في معجم الطفل، لذلك حوّلها إلى ما يعرف. فإذا أردتم أن تكتبوا للأطفال فاجمعوا من أولادكم وأولاد الجيران والأقرباء جماعة منهم، وليتكلّم مَن يريد أن يحدّث الأطفال، فإن تركوا ما هم فيه وانصرفوا عمّا يشغلهم وأقبلوا عليه يستمعون منه يكون قد نجح في حديثه، وإذا تركوه يتكلّم وأقبلوا على ما هم فيه يكون محدّثاً خائباً. والدليل على

<<  <  ج: ص:  >  >>