للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ولست أعرف هل مات أم هو حيّ) الأدب الفرنسي في إحدى جامعات فرنسا، وأحسبها جامعة ليون، هو الدكتور أنور حاتم الذي صار يوماً الأمين العامّ لرئاسة الجمهورية. اتفقنا على أن أعلّمه العربية وأن يعلمني الفرنسية، فكنا نأخذ من كل لغة أسهلَ الطرق إلى الوصول إلى الصواب فيها.

واتبعت ذلك فيما بعد، فإذا أردت أن أُرشِد التلاميذ إلى معرفة الفاعل أقول لهم: من فعل؟ فالجواب هو الفاعل. فإذا قلنا: "أحبّ زيد عَمْراً" أقول: من الذي أحبّ؟ فيقولون: زيد، فأقول: إن زيداً هو الفاعل، ثم أسأل: من الذي أحبه زيد؟ فيكون الجواب: عمرو، فيكون لفظ عمرو هو المفعول به. ولو أن هذه الطريقة عُمّمت واستفدنا ممّا وصلَت إليه الأمم من غيرنا في تدريس لغاتها وطبّقناه على تدريس لغتنا لكان من ذلك نفع كبير.

ثم إنني لمّا اتخذت التعليم مهنة لي وأحببتها وسرت بها كان يعترض طريقي فيها منغّصات، منها ما أحيد عنه وأفرّ منه ومنها ما يفرضه عليّ مَن بيدهم أمر التعليم، يُلزِمونني به ويمنعوني من الخروج عليه، وأشدّه هذه المختارات الأدبية التي نضعها أمام أنظار الطلاّب لتكون لهم نماذج في البلاغة يحذون حذوها ويحاولون أن يأتوا بمثلها.

لقد كان معلّمونا يختارون لنا دُرر الكلام ممّا أنتجت الألسنة البليغة والأقلام، فانظروا إلى أين هبطنا وماذا نختار اليوم لتلاميذنا من الآثار الأدبية ليكون لهم قدوة وإماماً.

جاءنا الأستاذ الجندي -رحمه الله- مرّة بقصيدة المتنبي

<<  <  ج: ص:  >  >>