للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطهراً وينشر حوله كهرباء وسحراً، لو أن صاحبته هبطَت إلى الدرك الأدنى الذي فيه مسابقات الجمال (أعاذها الله وأعاذ نساء المسلمين منها)، لو فعلت لانتُخبت ملكة جمال العالَم بالإجماع. وكان معها زوجها، وهو شابّ بادي القوة مستكمل الشباب، إن جمعت هي الجمال الأنثوي فقد أوتي كل جمال الرجال. فلما سألتها عن دعواها تردّدَت واستحيَت، فقرّرتُ جعل المحاكمة سرّية ولم أُبقِ في القاعة إلا الطرفين والشهود والمحامين. وأعدت سؤالها، فأجابت بصوت خافت على استحياء بهذه العبارة النظيفة الألفاظ المهذّبة الحواشي، قالت إنها متزوجة من أربعة أشهر وزوجها لم يرفع لها ذيل ثوب! فذكّرني أدبها بالتي جاءت رسول الله عليه الصلاة والسلام تشتكي مثل شكواها بكناية مثل كنايتها، قالت: يا رسول الله إن الذي معه كهدبة الثوب.

ونحن في مثل هذه الدعاوى نُحيل الأمر على الطبيب الشرعي. وكان رئيس مؤسسة الطب الشرعي يومئذ صديقنا الدكتور عارف الطّرَقْجي الذي كان أستاذاً في كلية الطب، وهو الوحيد الذي جمع بين شهادتَي الدكتوراة في الطب والدكتوراة في الحقوق، وله كتاب في الطب الشرعي في خمسة مجلدات. فكانت نتيجة خبرته أن الرجل لا يصلح للنساء، لا لضعف فيه بل لأنه في مطلع بلوغه كان في الحقل، وكان «يقارب» ما يجد أمامه من الحيوانات، فألِفَت ذلك نفسُه، وصارت أنثى الدوابّ تثيره وهذه البنت التي كادت تفتن كل من في المحكمة لا تحرّك منه ساكناً! وانتهت الدعوى بالتفريق بينهما.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>