للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من جهة الجنوب فيها قوس أصغر، وجعلوا طبقتها العليا لوزارة العدل.

وكنت -كما عرفتم- وثيق الصلة يومئذ بالقائمين على الوزارة، وهم سامي العظم وكيلها ورشدي الحكيم رئيس ديوانها، وهما من أصدقاء أبي وخالي مُحِبّ الدين ومن رفاقه في صحبة الشيخ طاهر الجزائري. وعارف النكدي، المفتّش العامّ الذي عملت معه لمّا كان رئيس تحرير «الأيام» وكانت صلتي به صلة التلميذ بأستاذه، وقد شرّفني فوقها بصداقته مع صديقه أستاذنا عزّ الدين التنوخي. ومحاسب الوزارة زيوار بك الجابي. فاستطعت بذلك أن أختار المكان الذي أريده في القصر العدلي، فاخترت الجناح الأرضي في الواجهة الجنوبية، أي ما تحت الوزارة، ونقلت المحكمة إليها، فكانت المحكمة الشرعية أول محكمة تدخل القصر.

وكان للمحكمة الشرعية لمّا كانت في سوق الخياطين مسجد إمامُه الرسميّ الشيخ صادق أبو قورة، وفي المشيرية حتى لمّا صارت المندوبية أيام الفرنسيين مسجدٌ إمامُه الرسمي الشيخ يحيى المكتبي، وكلاهما من تلاميذ الشيخ بدر الدين ومن الذين يتولون خدمته. وكان الشيخ يحيى أقربَ الناس إليه، كان وكيله في أعماله ورسوله إلى الوزراء والرؤساء في حاجات البلد التي يرفعونها للشيخ، وأشهد أنْ طالما أنقذ الشيخ يحيى ناساً من الثوار وغيرهم من أيدي الفرنسيين، نجّاهم -بعون الله ثم بجاه الشيخ بدر الدين وبسعيه هو- من القتل.

أما الشيخ صادق فهو رجل يغلب عليه صفاء القلب، يقول

<<  <  ج: ص:  >  >>